كيف تربي طفلك على المسؤولية؟

كيف تربي طفلك على المسؤولية ؟

هل شعرتى يوماً عزيزتى بإحباط طفلك المستمر حين يتعامل بشكل يومى مع تنظيم ألعابه، تناوله الطعام بنفسه، مشاركة الأطفال فى اللعب الجماعي، أو ربما تحصيله الدراسي أو واجباته المدرسية؟

قد يكون السبب هو شعور الطفل بصعوبة مواجهة التغييرات وصعوبة التعامل مع مشاعره السلبية مما يسبب عائق كبير له في التعاملات الحياتية المعتادة . 

قد تكون شكوتك هى شعورك بالإرهاق والتعب وبذل مجهود كبير فى رعايته، فى حين أن كثيراً من هذه المهام سهلة وبسيطة وتعد أساسية للتعامل مع الحياة .

مرونة التعامل ومواجهة الإحباط بالمثابرة وإعادة المحاولة مره أخرى هى مفتاحك لتعليم طفلك التنظيم والمسؤولية.

هل تعتقدين عزيزتى إن تعليم المسئولية صعب او مستحيل لطفلك ؟

إليك عزيزتى المفاجأة التى قد تكون صادمة ، فالطفل يتعلم المسؤولية من عمر الشهور و بالتدريج على حسب عمره ومع مراعاة الفروق الفردية لكل طفل. 

فتعلم الطفل الاعتماد على نفسه تبدأ من وهو يبلغ من العمر أشهر معدودة ، حيث تستطيعي أن تعلمي طفلك الاعتماد على نفسه من بداية عمر ٦ شهور أثناء إطعامه الطعام ، تستطيعي أن تعلميه أخذ الطعام و وضعه في فمه بدون مساعدتك، أو تضعي طبقين مختلفين أمامه من نوعين خضروات مختلفة ، و تتركيه يختار الذي يريده و يضعه في فمه .. و كل هذا في سن المهد!! ، لذا الموضوع يترسخ من الصغر و عام بعد عام تجدي أثره و تلاحظي أن تلك الخطوات البسيطة التي فعلتيها تظهر نتائجها بعد كل مرحلة عمرية .

لذلك سنخبرك في هذا المقال كيف تربي طفل يعلم جيداً معنى المسؤولية ، معتمد على نفسه و يستطيع تفهم الأمور بشكل أفضل.

أولا: ما هي المسؤولية التي يجب أن يتعلمها طفلك فى مراحله العمرية؟

كل مرحلة عمرية لها خصائصها و بالتالي لها مهارات و مسؤوليات معينة يجب أن يتعلمها الطفل لزيادة إدراكه و تطوره معرفياً ، و كلما كبر طفلك في العمر يتأهل إلى مهارات مختلفة يتعلمها أكثر صعوبة من السابقة تناسب مرحلته العمرية ، فكلما ازدادت الشهور و السنوات تجدي طفلك قد تطور أكثر في اكتساب بعض المهارات والسلوكيات  فمثلاً:

في عمر ٦ شهور :

  1. تبدأي أن تساعدي طفلك في الجلوس بمفرده بدون مسند .
  2.  أن يميز بين الأطعمة المختلفة و ملمسها في فمه .
  3.   تعلميه الاختلاف في الملمس مثل أن يمسك قطعة قماش خشنة و قطعة ناعمة ، أو ألعاب ملساء و أخري خشنة.
  4. أيضاً تجديه يتعلم تقليدك و مراقبتك في تحريك فمك أثناء الكلام أو عندما تضعي الطعام في فمك ، و غيرها من الأشياء يحاول طفلك تعلمها منك .

عمر من ٧ إلى ٩ شهور :

  1.   يبدأ الطفل في إصدار أصوات، و يمكنك أن تعلميه بعض أصوات الكلمات البسيطة مثل ( بابا ، ماما ) 
  2.  يمكن أن تساعديه على الحبو مثل أن تتركيه يحبو و كلما اقترب تبتعدي عنه كي يتشجع على الاستمرار في الحبو تجاهك  .
  3.  يمكنك أن تعطيه أشياء يمسكها مختلفة الأحجام و الأشكال كي ينمو إدراكه بالأحجام المختلفة من حوله.

عمر من ١٠ إلى ١٢ شهر :

  1.  يمكنك أن تساعديه على وضع الأشياء في أماكنها ، مثل أن تعطيه كرة صغيرة و توجهيه أن يضعها في سلة الكور .
  2. بإمكانه تقليد بعض أصوات الحيوانات.
  3.  يمكنك قراءة القصص التي بها صور و دعيه يرى تلك الصور وأنتي تقرأيها كي يتطور إدراكه بالألوان و الصوت أثناء قراءتك للقصة .
  4.  يستطيع  نطق بعض الأصوات أو الكلمات البسيطة مثل ( بابا ، ماما ).
  5. التعرف على بعض الأشخاص و الأقارب و التمييز بينهم.

 

عمر عام إلى ٣ أعوام :

  1.  ساعدي طفلك على نطق بعض الكلمات ، و تكوين الجمل القصيرة من كلمتين إلى ٤ كلمات .
  2. التمييز بين الألوان و الفواكه و الخضروات و الأشكال عن طريق إحضار له ألعاب مختلفة الأشكال الهندسية والألوان و الملمس .
  3. أن يضع الملعقة في فمه و يأكل دون مساعدتك و يمكنه الشرب بمفرده .
  4.  اللعب بالتمثيل: مثل أن تتركي أمامه أطباق و أواني طهي و بعض الألعاب الصغيرة و كأنه هو الذي يطبخ مثلك .
  5. يمكنك تدريبه على خلع ملابسه .
  6.  يستطيع تسمية معظم الأشياء المألوفة .

في عمر ٤ إلى ٥ سنوات :

  1.  يستطيع معرفة الوقت و قراءة الساعة .
  2. معرفة و كتابة الأرقام و الحروف .
  3. يساعدك في ترتيب أشياء في المنزل وإعداد الطعام.
  4. تعلم كتابة اسمه و كتابة بعض الجمل البسيطة.
  5. بناء برج من المكعبات بمفرده 
  6. يستطيع معرفة الفرق بين العملات و قيمتها .
  7. تزداد حصيلته اللغوية و يبدأ في السؤال عن كل شيء من حوله و يصبح أكثر فضولية .

في عمر ٦ إلى ٩ سنوات :

  1.  يستطيع أن يلبس ملابسه بنفسه و يربط أربطة حذائه.
  2. معرفة كيفية العناية الشخصية و الاهتمام بذاته مثل تفريش أسنانه و تمشيط شعره .
  3. القيام ببعض العمليات الحسابية البسيطة مثل الجمع و الطرح .
  4.  يتمكن من قراءة قصص الأطفال القصيرة بمفرده .
  5.  يمكنه استخدام المقص بحذر .
  6. عمر ١٠ إلى ١٢عام :
  7. القيام بأعمال منزلية :  مثل تنظيف غرفته ، أو تحضير الطعام معك .
  8. التعلم المستقل: مثل أن يقوم بواجباته المدرسية بمفرده ، أو البحث و الاستكشاف عن شيء معين على الإنترنت.
  9.   يستطيع القراءة بشكل جيد و كتابة القصص أو الرسائل النصية .
  10. معرفة أكثر عن العالم من حوله و معرفة بعض المعلومات عن التاريخ أو العلوم .
  11.   القيام بعملية الشراء بمفرده و الفرق بين أسعار المنتجات
  12. معرفة كيف يدافع عن نفسه
  13. يستطيع إدارة أمواله و تعلم الادخار من مصروفه .

ثانياً :أخطاء تفعليها تجعل طفلك غير مسئول .

إليك أكثر الأخطاء الشائعة التي ترتكبها الأمهات تؤثر سلباً على تربية طفلك كشخص مسؤول يستطيع الاعتماد على نفسه ، و تؤدي إلي تربية طفل متواكل لا يتحمل مسؤولية أفعاله أو أخطاءه ، و بالتالي مراهق متواكل و لديه قصور في شخصيته :

  • تلبية كل رغبات طفلك : أن تنفذي كل طلبات طفلك مهما كانت، حتى لو كانت تلك الطلبات مرهقة جسدياً أو مادياً بالنسبة لكِ ، هذا يعتبر من أكثر الأخطاء الشائعة في التربية ، والتي سترين أنتِ عواقبها فيما بعد .. لأنها ستجعل طفلك متواكل جداً لما في تلك الطريقة نوع من التدليل الزائد للأطفال.
  • الاستسلام لنوبات الغضب والبكاء : معظم الأمهات يواجهن هذا الموقف الشهير، عندما تكوني أنتِ و طفلك في متجر مشتريات ويُصرعلى شراء شيء معين و يبدأ في البكاء و الصراخ لأجله ، مما يجعلك تشعرين بالاحراج و تضطري لشرائه ، هذا التصرف خطأ كبير جداً ينمي في طفلك التواكل و العند و يبدأ في تكرار تلك الفعل لأنه أدرك أن الصراخ هو نقطة ضعفك.
  • تحمل أخطاء طفلك : عندما تعالجي أنتِ ما أتلف طفلك ، أو تقومي بأشياء مثل عمل الواجب المدرسي له الذي تكاسل في عمله ،و غيره من تلك المواقف .. من أكثر الأفعال التي يجب التوقف عن فعلها لأن تلك الصفة عند طفلك سترهقك حتى تتخلصي منها، لذلك يجب أن تتعلمي كيف تكوني حازمة مع طفلك .. يمكن معرفة أكثر عن تربية طفلك بحزم من هنا . 
  • السماح لطفلك بتعدي الحدود معك : لا تتركي لطفلك مجال للإساءة و تعدي حدوده مهما كان درجة غضبه أو عصبيته ، بل يجب احتوائه و إخباره أنك متفهمة مشاعره ، لكن هذا لا يعني أن يصرخ في وجهك أو يضربك أو يطلق كلمات بذيئة و إخباره أن هذا غير مقبول.
  • الحماية المفرطة للطفل : اتركي لطفلك حرية ، نعلم أن حمايتك له الشديدة أكيد نابعة من خوفك عليه ، لكن عندما يزيد الموضوع عن حده ، يؤثر كثيراً بالسلب على شخصية طفلك و يجعله شخصية ضعيفة .

ثالثاً : طرق تساعدك في تربية طفلك على المسؤولية.

إليكِ بعض الطرق لحل مشكلة عدم تحمل المسؤولية عند طفلك وعدم التصرف كشخص له واجبات يجب تنفيذها، و أيضاً يمكن أن تساعدك في التعامل مع العند عند طفلك عندما تطلبي منه بعض الأغراض يفعلها و يرفض دون سبب !! ، وكيفية تحسين سلوكه والتخلص من تلك المشكلات ؟

    1. إعطاء مساحة للطفل للتجربة : دعي طفلك يجرب و يخطأ ، فهذا شيء طبيعي لدى جميع الأطفال فإذا لم يخطأ لن يتعلم ، فمثلاً إذا تسبب في كسر شيء أو إتلافه ، تحدثي معه بهدوء و شاركيه في حل المشكلة ، مثل أن يساعدك في تصليح هذا الشيء أو يشارك من مصروفه في شراء أخر سليم.
    2. إعطاء الأدوار لطفلك : كوني حريصة أن تشاركي طفلك في الأدوار المنزلية مثلاً : يشارك في تنظيف المنزل ، يعتني بالحيوانات الأليفة ، يضع معكم الميزانية المنزلية ، يقوم بشراء أغراض المنزل البسيطة مع مساعدته في ذلك .. فهذا يمنحه الثقة و يشعره أنه مسئول عن شيء معين .
    3. وضع حدود في تصرفات طفلك : لا تدعي طفلك يتجاوز الحدود عندما يغضب مثل أن يصرخ بصوت عالي أو يقوم يضربك أو يتصرف بشكل سيء ، و يجب إخباره مدى تفهمك لمشاعره لكن لا يوجد مبرر للتصرف بهذه الطريقة و التوقف عن هذا ، لأنه ليس أسلوب مناسب لحل المشكلات.
    4. عدم إلهاء الطفل أثناء نوبات الغضب بشيء مادي: معظم الأمهات عندما يغضب طفلها أو يبكي تقول له : إذا توقفت عن البكاء سأشتري لك الحلوى، أو سنفعل كذا ( شيء يحبه ) ، و هذا خطأ جداً لأنك تجعلي التصرف السليم مربوط بشيء معين كمكافأة ، وسيبدأ بالعند معك إذا لم يرضيه العرض الذي قدمتيه له مقابل التوقف عن الغضب، كما أنه يجعله لا يعترف بخطئه .
    5. رفض الطلبات غير المناسبة : إذا طلب منك طفلك طلب لا تستطيعين فعله مثل : شراء لعبة غالية الثمن أو شراء الكثير من الحلوى و غيرها ، أخبريه بلطف أنك لن تستطيعي تلبيه طلبه و أن هذا لن يناسبك و يمكن أن نفعل ذلك عندما تكوني قادرة على الشراء أو القيام بتلك الأمر ، و يمكن عرض إختيارات أخري مثل : يمكننا شراء تلك اللعبة فهي تناسبني أن أشتريها لك بدلاً من السابقة، أو يمكننا شراء شيء واحد فقط من الحلوى لأن الحلوى الكثيرة غير مفيدة لك .
    6. دور الأب في التعامل مع الطفل الولد : يجيد الآباء التعامل أكثر مع الأطفال (الأولاد) خصوصاً أكثر من الأمهات ، لأن الأب هو القدوة الأولى لكل طفل ، لذلك يجب مشاركة الأب في تعليم الطفل المسؤولية، و المناقشة معه في الأمور التي يخطأ فيها، أو مثلاً في نوبات الغضب ، حيث يتأثر الطفل الولد مع الأب أسرع لأنه يمتلك شخصية أقوى في التعامل مع تلك الأمور أكثر من الأم .
    7. أن تكوني قدوة له في المسئولية: يجب أن يراكِ طفلك تهتمين بإدارة شئون المنزل أو لديكِ مسئوليات تلتزمين بها ، و تساعديه على مشاركتك فيها ؛ كي يعرف أن الصغير و الكبير يمكنه تحمل مسئولية و يلتزم بها .

رابعاً : الخاتمة

إن يصبح طفلك مسئول ، يعلم حقوقه و واجباته في المنزل و المدرسة و كل مكان يذهب إليه ، من أهم الصفات التي يجب أن تكون في كل طفل ؛ لأن كما ذكرنا صفة المسئولية تفيد طفلك في أبعاد أخري من شخصيته ، كما أنها تربيه على الثقة بالنفس و تقوي شخصيته مع الوقت ، حتى عندما يكبر و يصبح مراهق سيغنيكِ هذا عن كثير من المشاكل تحدث للمراهقين قد تواجهك أثناء التعامل مع طفلك المراهق و يمكنك التعلم أكثر عن كيف تتعاملي مع طفلك المراهق من هنا .

Similar Posts