كيفية التعامل مع طفلك المراهق بشكل سليم ؟

كيفية التعامل مع المراهقين ؟

مرحلة المراهقة مرحلة مهم التعامل معها بحكمة ووعي لدى الآباء ، فيجب على الآباء معرفة طرق التربية السليمة و الحديثة وتطبيقها ، والبعد عن الطرق التقليدية في التربية التي تؤدي لفشل العلاقة بين الآباء والأبناء .

التربية التقليدية هي إتباع منهج التسلط و توجيه الأوامر أكثر من كونه احتواء و تفاهم ، فالتربية التقليدية يستخدم فيها الآباء أسلوب الضرب أو العقاب القاسي و فرض قواعد على الأبناء وتنفيذ تعليمات بدون فهم ميول الأبناء و التعبير عن أنفسهم. أما اتباع طرق التربية الحديثة في تربية الأبناء فهي قائمة على زرع الثقة بالنفس و المسئولية في الأبناء و تنمية ذواتهم وقدراتهم ، و مشاركة الأبناء في عملية التربية.

فمثلاً عند وضع عقاب يجب مشاركة الطفل في وضع العقاب كي يعرف حجم الخطأ وتحمل مسئولية أفعاله ، كما أن طرق التربية الحديثة هي تربية و حزم لكن بمزيج من الحب و الاحترام و استخدام أسلوب الحوار بين الأبناء و الآباء، و لمعرفة الفرق بين الحزم والقسوة في التربية من هنا ، فيجب اختيار أسلوب التربية السليم الذي يناسب الجيل الحالي ، القائم على المناقشة و الاحتواء و استخدام لغة تواصل بين الآباء و أبنائهم.

ما هو تأثير التربية التقليدية على المراهقين ؟

عدم التواصل مع البالغين: تؤدي التربية التقليدية مع المراهقين لديهم إلى عدم الرغبة في التواصل وفتح حوار مع الآباء نتيجة للتأثير السلبي للتربية التي يتبعها آبائهم و التي تخلق نوع من الفجوة بينهم ، فيتجنب المراهق الحديث عن مشاكله و عن رغباته تجنباً لرد الفعل السلبية التي تنتج من الآباء وعدم استخدامهم أسلوب هادئ و واعي معهم .

الانعزال : تجد مشكلة الانعزال موجودة عند أغلب المراهقين ، ذلك بسبب عدة أسباب منها ( عدم الثقة بالنفس ، مواقع التواصل الاجتماعي ، فقدان الحنان و الدفء الأسري.. و غيرها) ، و مشكلة عدم وجود الحنان الأسري هي ما نتحدث عنه الآن ، فتلك المشكلة ناتجة عن تجاهل الآباء و القسوة على أبنائهم .

قضاء المراهق وقت أكبر مع عالمه الخاص : المراهقين يجدون الراحة في الانعزال عن الأسرة بأي شكل من الأشكال مثل : قضاء مدة طويلة على هواتفهم ، مع اصحابهم .. ؛ و ذلك من أحد الآثار السلبية للتربية الخاطئة من الوالدين التي تصنع فرق بين الأبناء والآباء وعدم الشعور بالأمان و الراحة في الحديث معهم.

التهور و القرارات السريعة: الاندفاعية لدى المراهقين شيء منتشر جداً لديهم ، لكن مع التربية التقليدية و الخاطئة يصبح الأمر أسوء لأنهم يحاولون أن يثبتوا ذاتهم و يفرضوا شخصياتهم باتخاذهم قراراتهم الشخصية ، و نظراً لعدم الخبرة الكافية قد يؤدي هذا إلى عواقب وخيمة تعود عليهم .

كثرة مشاهدة المحتوى الجنسي : مشاهدة المحتوى الإباحي لدى المراهقين أمر من أحد أسبابه هو الجفاف العاطفي والحاجة إلي إشباع الحاجة الجنسية و اللجوء إلي مشاهدة المشاهد الإباحية بدلاً من الرقابة الذاتية يكون سببها عدم تفرغ الوالدين لأبنائهم و مراقبتهم و احتوائهم بالشكل الكافي الذي بالطبع يحتاجونه كثيراً في تلك المرحلة .

عدم القدرة على مراقبة الطفل : عدم الرقابة على الأبناء تجعلهم ينغمسون في كثير من السبل التي ربما تودي بهم إلى مصائب كثيرة و الدخول في أشياء غير مناسبة مثلما ذكرنا مثل ( المواد الإباحية) وغيرها من السبل التي تؤثر على المراهقين بالسلب و تدمرهم نفسياً و عقلياً.

اختيار الأصدقاء : عندنا تهمل ابنك و لا تقوم على مراقبته جيداً ، يصبح فريسة لأي صديق سيء يريد أن يجعله تابع له و يعلمه العادات السيئة ،لأنه يراه ضعيف بلا حصن آمن من الأمان الأسري و بلا رقابة عليه فتجعله فرصة لإدخال أي أفكار مؤذية في أذهان ابنائك.

كيف تؤثر التربية الحديثة إيجابياً على أبنائنا المراهقين ؟

تواصل جيد مع البالغين: تجعل العلاقة أقوى و أكثر ارتباطاً مع الأسرة ، و تخلق أريحية وثقة في التعامل مع الآباء ، فعندما تربي أطفالك على أسس التربية السليمة و تزرع فيهم أهمية لغة الحوار بينكم ، ينتج أبناء واثقين من أنفسهم قادرين على التواصل بشكل جيد و التعبير عن ذاتهم.

حميمة أكثر في العلاقة مع الأسرة: كما ذكرنا أن المراهقين يحتاجون كثيراً للدعم النفسي و العاطفي و الحاجة إلي الدفء الأسري ، والتربية الإيجابية الصحيحة تخلق نوع من الإشباع النفسي من طرف الأسرة التي يحتاجها كل طفل للشعور بالقوة و الثقة و الأمان.

قضاء بعض الوقت مع الأسرة: فعندما تعطي ابنائك المزيد من الشعور و الأمان و الدعم يجعلهم يرغبون في الجلوس مع أسرتهم و النقاش معهم في مشاكلهم أو ميولهم أكثر ، و يشعرون أن بيتهم هو مصدر أمانهم الوحيد و الأسرة هم أصدقاءه المقربين.

استشارة من هم أكبر و أكثر خبرة لأخذ القرارات: يصبح الطفل أكثر حكمة و تقبلاً لآراء من هم ذو سلطة أكبر في أخذ قراراته ، الحاجة إلى آراء من هم يعرفون أكثر أمر يحتاجه الجميع خصوصاً المراهقين لأنهم في تلك الفترة ينتقلون من مرحلة إلي مرحلة فهم يحتاجون للتوجيه أكثر من غيرهم، و التربية الحديثة لأطفالك تجعلهم أقل تمرداً و تعصباً تجاه آرائهم ، و يجعلهم أكثر تقبلاً لآراء آبائهم أو من هم ذو خبرة أكثر منهم .

تقنين البحث عن الإشباع الجنسي: عندما تملئ أولادك بالحنان و الحب في سن المراهقة يصبح لديهم إشباع عاطفي كافي ولا يحتجون للبحث عنه في أماكن أخري لإشباع تلك الحاجة ، سيكون لديهم قوة في التحكم الذاتي ومعرفة أهمية اللجوء للأسرة عند الحاجة لملئ الفراغ العاطفي بدلاً من البحث عنه في المواقع الإباحية ؛ لذلك التربية السليمة تجعله أكثر وعياً بخطورة تلك المواقع على ذاته .

المراقبة الذاتية: بعد تربية طفلك المراهق على الثقة و الأمان في المنزل تجده تلقائياً أصبح لديه مراقبة على نفسه و معرفة ما يجب البعد عنه و الذي يضره كا مراهق ، بالإضافة بالطبع للرقابة الأبوية علي الأبناء ، إذ أن المراهق بنفسه يصبح عنده وعي وقدرة على اختيار ما هو نافع له وتجنب المواقع الخطيرة أو المواقع الجنسية.

اختيار الأصدقاء : ستجد أولادك أكثر وعياً في معرفة الصديق الحسن من الصديق السيء إذا علموا جيداً خطورة تسليم أذهانهم للأشخاص السيئين الذين لا يريدون منهم سوى أن يصبحوا مثلهم .

الخاتمة

أن تتعامل مع شخص مراهق يمر بتلك الفترة كما ذكرنا من الأشياء التي يجب التعامل معها بحساسية ، لأن كل طريقة خطأ في التربية أو التعامل مع المراهق يظهر أثرها مع مرور السنين ، فأما تؤثر بالإيجاب فتربي شخص مسئول ، واثق في نفسه ، يحترم والديه و يحترم نفسه ، سوي نفسياً و لديه عقل واعي .. أما أن تربي شخص لديه قصور في شخصيته يعاني منها عندما يكبر و تختلف طريقة تفكيره ، أو لديه حرمان عاطفي من طرف الأسرة التي كانت تقصر في معاملته في سن حرج مثل سن المراهقة ؛ واجب على كل أب و أم زيادة الوعي لديهم بكيفية التعامل مع طفلهم المراهق و تنمية جوانب شخصيته و جعله شخصية مؤثرة و مثمرة تفيد من حوله.

Similar Posts